شبكة قدس الإخبارية

الطموح الإسرائيلي لا يقتصر على تهجير غزة..  أحلامهم تصل الضفة أيضا

٢١٣

 

photo_2025-02-13_19-42-29

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: اعتبر الباحث والمحاضر في قسم دراسات "إسرائيل" والشرق الأوسط وعلوم السياسة في جامعة "أريئيل"، زئيف أورنشتاين، أن خطة دونالد ترامب صدمت الفلسطينيين والعالم العربي، إلى جانب بعض الأوساط في الجمهور الإسرائيلي. الخطة، التي في الوقت الذي تُكتب فيه هذه السطور ليست خطة فعلية بل فكرة أو طموح، تهدف إلى نقل سكان غزة من مكانهم من أجل السماح بإخلاء وإعادة إعمار القطاع، الذي دُمّر بشكل واسع خلال شهور الحرب الطويلة.

وقال أورنشتاين إن تأملا دقيقا في الخطة ونتائجها يظهر أنه من الممكن أن تكون محاولة للانتقال من نموذج أوسلو إلى نموذج آخر، يُسمى هنا ما بعد أوسلو. وتعتمد على الرسائل العلنية من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يرى في تهجير السكان حلاً، على الأقل لبعض المشكلات بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

وأضاف أن هناك ترتيبات أخرى مدرجة ضمن النظام العالمي تحت المجهر، أهمها فرض عقوبات على موظفي المحكمة الجنائية الدولية؛ إغلاق شبه كامل لوكالة USAID؛ ملاحقة الطلاب والمنظمات المناهضة للاحتلال والصهيونية في الجامعات؛ كندا؛ غرينلاند؛ الحروب التجارية؛ الخروج من لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وإلغاء التمويل لوكالة الأونروا؛ والدفع المستمر للدول الأوروبية الحليفة في الناتو نحو ترتيب جديد أكثر توازنًا من وجهة نظر أمريكا.

وأوضح أن المبدأ المتكرر في كل هذه الأمور هو أن ترامب لا يتردد في ذبح الأبقار المقدسة للعلاقات الدولية، ويرى أن النظام الحالي يشكل عائقًا أمام خلق عالم أكثر سلامًا وازدهارًا.

ووفقا للباحث الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط، كذلك في غزة، رغم أن الخطة تُسوَّق على أنها "هجرة طوعية" للسكان إلى مكان إقامتهم الجديد (مع طرح دول مثل صوماليلاند، بونتلاند أو المغرب وإندونيسيا كخيارات لاستقبال الغزيين، وفي الأيام الأخيرة يشير رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى السعودية أيضًا)، إلا أن أقوال ترامب المبالغ فيها تتردد في الخطاب العالمي بشكل سلبي للغاية، ونتائجها واضحة.

وتابع قائلا: إذا تم تنفيذ الخطة، من الواضح أن معظم سكان القطاع أو جميعهم لن يعودوا إلى منازلهم، وفق ترامب، الذي قال أيضًا أن "إسرائيل" ستنقل القطاع إلى يد الأمريكيين بعد الحرب، لكي تديره كما تشاء.

ولفت إلى أنه من ناحية أخرى، فإن المعارضة الحازمة للعالم العربي للخطة أرسلت رسالة موحدة: خطة ترامب غير مقبولة لدينا ولا يمكن أن تكون مقبولة لدينا. بعضهم ذهب بعيدًا، حتى أشار إلى أن نقل الفلسطينيين بالقوة إلى مصر، على سبيل المثال، أو إلى الأردن سيتسبب في اندلاع حرب إقليمية لمنع الترانسفير.

وأكد أن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، بالطبع، لن تكون ممكنة إذا استثمرت الدول العربية الكثير من الأموال في غزة. من سيمول المنازل التي ستدمر في العمليات العسكرية الإسرائيلية؟ من سيستثمر الأموال في البنية التحتية المهددة بالخطر كلما أُطلقت صواريخ من القطاع؟.

ورأى أورنشتاين أن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة أيضًا غير ممكنة؛ فهي فاسدة وضعيفة، وليست قوية بما فيه الكفاية، وليس من المؤكد أنه يمكن الاعتماد عليها، ومن الصعب تخيل كيف سيمر عناصر السلطة عبر أنفاق حماس ويصادرون الأسلحة أو يمنعون التهريب إلى القطاع. وإذا فعلوا ذلك، كم من الوقت سيمر حتى يُعتبر أفراد السلطة في غزة متعاونين مع الاحتلال ويتم التعامل معهم بالقوة من قبل حماس أو الجهاد الإسلامي؟.

وشدد على أن إلغاء نموذج أوسلو والانتقال إلى نموذج ما بعد أوسلو من قبل ترامب، يطرح أمام الفلسطينيين تحديًا جديدًا وصعبًا للغاية. بدون غزة، مع وجود فكرة الترانسفير "الطوعي" على الطاولة، كم من الوقت سيستغرق حتى تُطرح أفكار مشابهة بالنسبة للضفة الغربية؟ إذ أن موجة من المقاومة أو إطلاق صواريخ من الضفة إلى "إسرائيل" ستحتم عليها القيام بعملية عسكرية كبيرة، مما سيسبب دمارًا هائلًا لمدن وبلدات الضفة الغربية.

وتساءل أورنشتاين: هل سنرى ترامب يقترح فكرة "جديدة وثورية" أخرى، هذه المرة في الضفة؟ علاوة على ذلك، إذا انتقل جزء من الشعب الفلسطيني إلى دولة واحدة، كيف سيتم الحفاظ على الاتصال مع السكان الذين بقوا هنا، في الضفة أو في القدس؟ ما هو فعلاً قيمة الترتيبات الحالية، عندما تتساقط الأسس التي قام عليها أوسلو واحدة تلو الأخرى؟.

وختم قائلا: بالطبع لا توجد إجابة على هذه الأسئلة في الوقت الحالي. يبقى أن نرى كيف سينجح ترامب في تحقيق رؤيته لـ"غزة جديدة"، أو "الشرق الأوسط الجديد"، وأي دور سيلعبه كل من "إسرائيل" والفلسطينيين ودول المنطقة ودول العالم في ذلك.